ما هو الاستجماتيزم ؟ كثيرًا ما نسمع عن بعض الأصدقاء أنهم احتاجوا إلى نظّارة طبيّة لأنهم يعانون من مشكلة قصر النظر أو طول النظر، وهي عيوب الإبصار الانكسارية الأشهر.. فطول النظر يتسبب في عدم قدرة الفرد على رؤية الأجسام القريبة بوضوح، بينما يستطيع تمييز البعيد منها بصورة أوضح، وقصر النظر يتسبب في انخفاض كفاءة الرؤية في المسافات البعيدة، بينما يتمكّن المريض من رؤية الأجسام القريبة بوضوح.
لكن نادرًا ما تسمع عن أحد الأصدقاء يرتدي نظّارة بسبب الاستجماتيزم! فـ ما هو؟ وما هي درجات الاستجماتيزم بالأرقام؟ وما هي درجة الاستجماتيزم الطبيعية التي لا يحتاج فيها المريض إلى أي تدخل جراحي أو حتى إلى ارتداء نظّارة طبية؟
الدكتور محمد عمر يوسف -استشاري طب وجراحة العيون- يجيبكم عن كل التفاصيل الخاصة بمشكلة الاستجماتيزم وأنواعه، والطرق المتّبعة في علاجه وكيف يتم علاج الاستجماتيزم بالليزك.
ما هو الاستجماتيزم؟
تقنيًا هوعبارة عن ضعفٍ أحد محاور القرنية مقارنة بالمحور العمودي عليه، مما يتسبب في عدم انتظام شكل القرنية.. فما تأثير ذلك على الرؤية بالنسبة للمريض؟
إن قرنية العين الطبيعية من المفترض أن تتخذ شكلًا نصف كروي حتى تسمح بانكسار الضوء وتركيزه في نقطة واحدة على الشبكية، أما في حالة الاستجماتيزم، وتسببه في ضعف بعض محاور القرنية، يتحوّل شكل القرنية من الشكل الكروي المنتظم إلى الشكل البيضاوي، أو لا يجعل سطح القرنية متساويًا وناعمًا، مما يؤدي إلى انكسار الضوء الساقط على العين بصورة غير منتظمة، بل وتركيزه في عدة نقاط على الشبكية بدلًا من أن يتركّز في نقطة واحدة.
وقد ينتج عنه تغيّر سطح القرنية مع وجود مشكلة في عدسة العين الداخلية أيضًا، وفيما يلي نتعرّف على أشهر الانواع
ما هي أنواع الاستجماتيزم؟
للاستجماتيزم نوعان، الأول هو النوع الشائع، والذي يعرف بالاستجماتيزم المنتظم، والنوع الثاني هو الأقل شيوعًا يعرف باسم الاستجماتيزم غير المنتظم.
الاستجماتيزم المنتظم
هذا النوع هو الأكثر شيوعًا بين المصابين، ويعدّه البعض كأحد عيوب الإبصار الانكسارية التي يُمكن علاجها عن طريق العدسات اللاصقة والنظارات الطبيّة أو عمليات الليزك في الأعمار الكبيرة.
وهو عبارة عن ضعفٍ في أحد محاور القرنية بالصورة التي وضحناها في الفقرة السابقة، وغالبًا لا يكون ذلك مصحوبًا بتعرج في سطح القرنية، بل يكون سطح القرينة شبه مستوي أيضًا.
الاستجماتيزم غير المنتظم
وهو من الأنواع الأقل شيوعًا، وغالبًا ما يرتبط بمرض القرنية المخروطية، وفيها يكون سطح القرنية غير منتظم، بل يكون متعرجًا بصورة متفاوتة حسب تطور المرض.
وغالبًا لا يتحسّن نظر المصابين بهذا النوع مع ارتداء النظّارات الطبية أو العدسات اللاصقة، كما أنه حتى إن تحسّن النظر لفترة من الزمن فسيحتاج المريض بعدها إلى تغيير قياسات النظّارات الطبيّة أيضًا حتى يحسّن من كفاءة الرؤية مرة أخرى.
ما هي درجات الاستجماتيزم بالأرقام؟
تصنّف مشكلة الاستجماتيزم إلى ثلاث درجات، العالي والمتوسط والبسيط، ولا يحتاج المريض إلى ارتداء نظّارة طبية إلا في حالات الاستجماتيزم العالي أو المتوسط، وذلك لأن الأعراض في هذه الدرجات تكون مزعجة، وغالبًا لا يتمكّن المريض من التأقلم عليها، بينما في الدرجات البسيطة قد لا يلاحظ المريض أي مشكلة من الأساس، وربما يكون العرض الوحيد الظاهر عليه هو كون الصورة ليست نقيّة بنسبة 100%، وخاصة عند قراءة اللافتات الإعلانية، أو النظر لوقت طويل إلى شاشة الكمبيوتر.
وقياسات درجات الاستجماتيزم تنقسم إلى:
- الاستجماتيزم البسيط: يكون فيه المقياس أقل من 1 ديوبتر.
- الاستجماتيزم المتوسط: يتراوح في المقياس ما بين 1 إلى 3 ديوبتر.
- الاستجماتيزم العالي: قد يصل المقياس في هذه الحالة إلى 3 ديوبتر.
ما هي درجة الاستجماتيزم الطبيعية؟
إن هذا السؤال بصيغته يعتبر خاطئًا، فالاستجماتيزم بجميع درجاته هو مشكلة غير طبيعية، ولكن قد يظن البعض أن هناك درجات طبيعية للاستجماتيزم ويقصد بذلك الدرجات التي لا تحتاج إلى تدخل طبيّ سواء بعملية أو من خلال ارتداء نظّارة.
وحينها يكون الاستجماتيزم البسيط الذي تقل درجته عن 1 ديوبتر هو الإجابة المثالية عن هذا السؤال