في حياتنا اليومية نقرأ الجرائد ونشاهد التلفاز ونعمل على الأجهزة الإلكترونية، سواء الكمبيوتر أو الهاتف المحمول، ونتحدّث مع الأصدقاء والمقرّبين. تخيّل أنك تفعل كل ذلك وأنت تضع قطعة زجاجية متسّخة أو ضبابية أمام عينك، أو تنظر من خلال زجاج “مصنفر”، هل ستتمكن من ممارسة حياتك بصورة طبيعية؟ هل ستتمكن من تأدية مهامك اليومية؟ هذا ما قد يُسببه لك مرض المياه البيضاء في إحدى مراحله، مما يتطلب عملية جراحية للتخلص منه لتتمكّن من ممارسة حياتك بصورة طبيعية.
متى يجب عمل عملية المياه البيضاء؟ وماذا يحدث إن تأخرت في قرار الخضوع للعملية؟ وهل إجراءات العملية تستدعي خوف المريض من الأساس؟ هذا ما يُجيبنا عنه الاستاذ الدكتور محمد عمر يوسف -استشاري طب وجراحة العيون والمياه البيضاء- خلال سطور هذا المقال، فتابعوا معنا القراءة حتى النهاية.
ما هي المياه البيضاء؟ وكيف تُزال من العين؟
في مقدّمة المقال ضربنا بالزجاج المتسّخ أو الضبابي مثلًا للمياه البيضاء، فما هو سرّ هذا التشبيه؟
تتكون العين من عدّة عدسات، تقوم كل منها بوظيفة لكسر الضوء المسلّط على العين ليسقط ويتركّز في نقطة واحدة على الشبكية، فنتمكّن من الرؤية. ومع التقدم في العمر -ولأسباب أخرى مثل الإصابات المباشرة في العين- تتغيّر حالة البروتينات المكوّنة للعدسة الداخلية، مما يجعلها مُعتمة وضبابية، وهو ما يعرف بمرض المياه البيضاء.
والمياه البيضاء ليست ماءًا لونه أبيض داخل العين كما يظن البعض، بل هو اسم يُشير إلى لون العدسة بعد تغيّر حالتها وإصابتها بهذا المرض.
كيف تُزال المياه البيضاء من العين؟
لإزالة المياه البيضاء من العين تُجرى عملية جراحية بسيطة عن طريق أشعة الفيمتو ليزر فيما يعرف بعملية الفيمتو كتاركت، أو عن طريق الموجات فوق الصوتية فيما يُعرف بعملية الفاكو. وتهدف هذه العملية إلى تفتيت هذه العدسة المُعتمة، وزرع عدسة أخرى شفافة لها نفس وظيفة العدسة الأصلية، حتى يتمكّن المريض مجددًا من الرؤية بوضوح.
ولكن.. متى يجب إجراء عملية إزالة الماء الأبيض من العين؟
متى يجب عمل عملية المياه البيضاء؟
تؤثر المياه البيضاء في نمط حياة المريض ككل، وتجعله لا يتمكّن من ممارسة مهامه المعتادة أو أداء وظائفه بالصورة المطلوبة، ولكن ذلك لا يحدث في جميع مراحل المياه البيضاء، فيُمكن لبعض المرضى ممُارسة حياتهم بصورة طبيعية حتى بعد اكتشافهم الإصابة بالمياه البيضاء.
لذا، فما يُحدد أولًا حاجة المريض للخضوع لعملية المياه البيضاء هو مدى تأثّر حياته بهذا المرض، ويظهر ذلك على النحو التالي:
التأثير على نمط الحياة اليومي
إذا لاحظت أنك لم تعد تستطيع أن تقرأ الكتب أو تنظر في شاشات الكمبيوتر لأداء عملك، أو قراءة الرسائل التي تُرسل لك في هاتفك المحمول، أو بدأت تشعر بالانزعاج لعدم قدرتك على تمييز وجوه الأشخاص الذين تقابلهم خلال اليوم، فهنا يظهر أن حياتك متأثرة بصورة كبيرة، وأنك بحاجة للذهاب للطبيب للتخلص من هذه المشكلة.
إذا لم يتحسّن نظرك مع ارتداء النظارة الطبية
في الحالات المبكّرة من المياه البيضاء من الممكن أن ينصحك الطبيب فقط بارتداء نظّارة طبيّة، ويتحسّن نظر كثير من الأشخاص مع هذا الحل، ولكن إذا لم تعد النظّارة الطبيّة تُساعدك في الرؤية بوضوح فذلك سببٌ آخر يجعلك بحاجة إلى عملية المياه البيضاء.
بهتان الألوان
من الأعراض الرئيسية للمياه البيضاء بهتان الألوان وعدم وضوحها، فلأي مدى يُمكن أن يؤثر ذلك في نمط حياتك اليومي؟ إذا لم يكن مؤثرًا بالدرجة الكبيرة فذلك يعني عدم حاجتك للعملية، أما إذا كان ذلك العرض مُزعجًا لك ويؤثر في أدائك لمهامّك اليومية فينبغي عليك أن تلجأ للعلمية حتى تستعيد كفاءة الرؤية التي ترجوها
استشارة الطبيب.. تُنهي حيرتك بشأن خضوعك لعملية إزالة الماء الأبيض
ذكرنا لك في السطور السابقة أهم الأسباب التي يُمكن أن تُشير إلى حاجتك لعملية المياه البيضاء، ولكن هل هذه الأسباب تحسم القرار بشأن خضوعك للعملية؟
يؤكد الاستاذ الدكتور محمد عمر يوسف على أن استشارتك للطبيب ستحدد ما إذا كنت بحاجة لعملية المياه البيضاء بالفعل، أم يُمكنك الانتظار وعدم إجرائها الآن، بل تُحدد زيارتك أصلا ما إذا كانت المياه البيضاء هي السبب الفعلي والوحيد للمُشكلة التي تعانيها والأعراض التي تظهر عليك.
ولكن إذا أخبرك الطبيب أنك بحاجة لعملية المياه البيضاء فهنا يكون من الضروري أن تستجيب لتعليمات الطبيب، وتخضع للعملية في الوقت الذي يحدده لك، إذ إن ذلك يعود عليك بفائدة كبيرة، ويقيك من أمر آخر قد يزعجك.. ونوضّح ذلك تفصيلًا في السطور القادمة.
ما فائدة إجراء عملية المياه البيضاء مبكّرًا؟
إن الفائدة الأهم لعملية المياه البيضاء هي تمكين المريض من ممارسة حياته بصورة طبيعية مجددًا عبر إزالة العدسة المعتمدة واستعادة كفاءة الرؤية مُجددًا.
كما أن إجراء العملية في الوقت المبكّر والذي يحدده الطبيب يعني وقاية المريض من الإجراءات الأكثر تعقيدًا للتخلص من المياه البيضاء، مثل الحاجة إلى الجراحة التقليدية التي تتطلب عمل شق جراحي كبير في العين لاستخراج العدسة التي تتحجّر بمرور الزمن دون علاج.
بالإضافة إلى أن الإجراء المبكّر يقي المريض من مضاعفات المياه البيضاء الخطيرة، والتي لا تقتصر على ضعف كفاءة الرؤية فقط، بل تصل إلى الضغط على العصب البصري، مما يعني احتمالية تأثر النظر بصورة دائمة، حتى وإن خضع المريض بعد ذلك لعملية المياه البيضاء.
وأخيرًا، ينصح الاستاذ الدكتور محمد عمر بضرورة استشارة افضل دكتور مياه بيضاء واتّباع النصيحة حول متى يجب عمل عملية المياه البيضاء، فالاطباء هم أصحاب الرأي والخبرة في ذلك، ودائمًا ما يضعون مصلحة المريض في المقدمة.
لحجز موعدٍ في عيادات الاستاذ الدكتور محمد عمر يمكنكم التواصل معنا عبر الأرقام الموضّحة في موقعنا الإلكتروني.